ومن بين العادات التي لا تزال تُحافظ على مكانتها في البيوت التونسية، عادة “حقّ الملح”، التي يحرص الكثيرون على إحيائها كلّ عام، متناقلين تفاصيلها من جيل إلى جيل، كرمز للمودة والتقدير في ختام الشهر الكريم.
يُعد “حق الملح” من العادات المتوارثة في عدد من الدول العربية، وبالأخصّ في المغرب العربي، حيث يُعبّر الزوج عن امتنانه لزوجته وتقديره لجهودها في رعاية المنزل والأبناء طوال شهر رمضان المبارك، من خلال تقديم هدية ذات قيمة في اليوم الأوّل من العيد أو في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل.
وتُعتبر عادة “حقّ الملح” بمثابة تعبير عن امتنان الزوج لجهود زوجته، وهي أيضا رمز لعمق العلاقات الأسرية، حيث يُؤكّد المختصّون الاجتماعيّون على أنّها تحمل في طياتها تقديرا متبادلا بين الزوجين وتُظهر الأواصر القوية بينهما.
وتختلف هدية “حقّ الملح” من زوج لآخر، حيث يُفضل البعض تقديم قطعة من الذهب أو مبلغ مالي، بينما يختار آخرون هدايا عينية مثل الأجهزة المنزلية أو الملابس. هذه الهدية، مهما كانت بسيطة، تظل تعبيرا عن الاعتراف بمجهودات الزوجة، وتُعزّز العلاقات الأسرية في زمن تزداد فيه المسافات بين أفراد العائلة.